
قال القيادي والخبير النفطي احمد العربيد ان ميزانية الكويت في وضع حرج خاصة انها مقبلة على عجز مالي كبير بحلول عام 2017 وذلك بسبب زيادة المصروفات على الباب الاول من الميزانية والخاص برواتب موظفي الدولة وعدم امكانية ايرادات الدولة من الوفاء بهذه الالتزامات الكبيرة التي تتضخم عاما تلو الآخر، داعيا الى وجود خطة انقاذ سريعة لمعالجة هذه الانحرافات المالية التي تتزايد مع مرور الوقت.
وأوضح العربيد خلال ندوة اقامها ديوان البيرمي مساء امس الاول لالقاء الضوء على آخر التطورات في مشروع وفكرة الكويت عاصمة النفط في العالم والتي حضرها لفيف من القيادات النفطية الكويتية وعدد من المهتمين بالقطاع النفطي، ان العديد من الجهات الاستشارية التي كلفتها الكويت لمراجعة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد المحلي والتي على رأسها البنك الدولي ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ناشدت الكويت ترشيد المصروفات لتتناسب مع الايرادات في الاعوام المقبلة.
وأشار العربيد الى ان الكويت تحتاج الى خطة انقاذ وطنية تساعدها على تصحيح مسار عجز الميزانية المقبل، مبينا ان مشروع الكويت عاصمة النفط هو الوحيد القادر على تصحيح مسار هذا العجز من خلال مشاريع نفطية كبرى تنفذها شركات عالمية متخصصة في استخراج النفط وتكريره مع استقطاب كبرى الشركات النفطية العالمية لنقل مقراتها الى الكويت مع انشاء بورصة للنفط العالمية في الكويت.
وحول فكرة مشروع الكويت عاصمة للنفط في العالم قال العربيد ان مشروع الكويت عاصمة النفط له مبرارات ودوافع لاسيما ان الكويت تمتلك مخزونا نفطيا كبيرا يمكن ان يمتد الى مئات السنين ويتحتم علينا استثماره واستغلاله بالشكل الجيد على نحو استراتيجي بعيد المدى وليس فقط الاكتفاء بتطويره لتحقيق هدف واحد وهو الانتاج.
وأضاف ان الكويت تتمتع بصناعة نفطية متكاملة ابتداء من الانتاج والتطوير مرورا بالتكرير والتصدير لجميع دول العالم من خلال الناقلات الكويتية، مبينا ان كل هذه المقومات تميز الكويت دون غيرها من الدول المنتجة للنفط في العالم فالكويت كانت دوما سباقة لتوسيع صناعاتها النفطية والاسراع في استحواذها على مكونات الصناعات النفطية في كثير من بقاع العالم.
وحول فكرة المشروع والخطوات الاولى التي اتخذت لتنفيذه قال العربيد ان المبادرة بدأت بفكرة على صفحات التواصل الاجتماعي «تويتر» حيث تم وضع عنوان للتغريدة «الكويت عاصمة النفط» وبدأ التفاعل يتزايد حيث وصل في اول يوم للتغريدة الى اكثر من 100 مشارك ومهتم بالمشروع، فتمت دعوة هؤلاء المتطوعين لعقد اول اجتماع وشارك فيه اكثر من 85 مشاركا وكانت لديهم الرغبة في تفعيل المشروع على ارض الواقع.
وذكر العربيد ان العمل التطوعي في الكويت شهد طفرة كبيرة خلال السنوات الست الماضية، حيث يبلغ عدد المجموعات التطوعية في الكويت حاليا 120 مجموعة تعمل في مختلف المجالات لاصلاح الوضع العام في الكويت، مشيرا الى وجود حراك كبير في قاع المجتمع لاصلاح الوضع العام في الكويت.
وبين العربيد ان عدد المتطوعين في مشروع الكويت عاصمة النفط تزايد من 100 شخص الى أكثر من 240 متطوعا و140 خبيرا ليصل اجمالي المتطوعين والخبراء الى اكثر من 380 شخصا، وتم التواصل مع 138 شخصية من الخبراء والمختصين في جميع مجالات الخطة التي يجري اعدادها على شكل وثيقة اطارية، مشيرا الى ان المتطوعين قاموا بزيارة ديوانيات عديدة في الكويت وتم طرح المبادرة ولاقت ترحيبا كاملا وتم توزيع المتطوعين على 6 فرق رئيسية يعملون من خلالها على تهيئة المبادرة للقبول الوطني وتم اعداد مواد الوثيقة الاطارية كاملة استعدادا لإرسالها الى الخبراء والمختصين لإبداء آرائهم.
وأشار الى ان المتطوعين أسسوا فرقا تسويقية للمشروع أطلقوا عليها اسم عشاق التنمية ليتم طرح فكرة المشروع على مرتادي التجمعات الشعبية، مبينا ان فريق العمل سيتوسع في تسويق المبادرة بالتواصل المباشر مع الشعب الكويتي من خلال حملات اعلامية مكثفة وسيتم عقد مؤتمر وطني يحضره لفيف من الوجهاء والشخصيات الكويتية لبحث وتدارس الوثيقة الاطارية بهدف تحقيق اكبر قدر من التوافق الشعبي وبلورة رأي المشاركين في المؤتمر بشأن ما يرونه مناسبا.
وعن المقومات التي تتمتع بها الكويت لتصبح عاصمة النفط في العالم ذكر العربيد ان الكويت بلد نفطي منذ اكثر من 75 سنة وهي معتمدة في العالم كله وجميع الدول تثق في الانتاج النفطي الكويتي.
وحول الاشاعات التي تخرج من فترة الى اخرى حول نضوب النفط خلال العشرين عاما المقبلة، قال العربيد ان هذه مزحة وضعها الغرب، فالكويت بها احتياطات نفطية تكفي لأكثر من 30 الى 40 عاما، مشيرا الى ان العالم به احتياطات نفطية تقدر بخمسة تريليونات برميل وما تم استخراجه في 150 عاما الماضية اي منذ اكتشاف النفط لأول مرة نحو تريليون برميل فقط اي الاربعة تريليونات برميل المتبقية ستكفي لـ 600 سنة وأكثر.
وذكر العربيد ان استخراج برميل نفط واحد يأتي محله 3 براميل نفط كاحتياطي، وهذا يدل على ان الاحتياطات النفطية تتزايد وتتصاعد سنويا مع زيادة الانتاج، مبينا انه خلال عامي 2001 و2004 وهي الفترة التي شغل فيها العربيد منصب رئيس مجلس ادارة شركة نفط الكويت قامت «نفط الكويت» باكتشاف 8 حقول منتجة وهذا دليل على ان الكويت تمتلك ثروة وقوة في النفط.
وبين ان مشروع الكويت عاصمة النفط يمكنه ان يحول برميل النفط الاسود الى برميل ذهبي وتعظيم المردود المالي من بيعه كنفط خام الى اكثر من 500 دولار عند استخدامه في البتروكيماويات والتكرير.
وقال ان المشروع طموح للغاية وسيمكن الكويت من التحصين السياسي والأمني خاصة ان كبرى شركات النفط العالمية ستنتقل الى الكويت وبالتالي عند نشوب اي حرب او مشاكل سياسية وأمنية في المنطقة فإن الكويت ستكون محصنة ومحايدة بوقوف جميع دول العالم بجوارها للحفاظ على شركات النفط العالمية وبالتالي ستصبح الكويت مثل سويسرا وسنغافورة، مؤكدا على ان الكويت ستصبح مركزا ماليا ودوليا يحتضن الصناعة النفطية العالمية بتقنياتها ومراكز ابحاثها ومؤسساتها التعليمية وابداعاتها التقنية التي لا تقف عند حد استخدام النفط كوقود بل تحيل هذه المادة الى مواد اولية اخرى تساهم في اعمار الأرض ورفاهية الانسان.
وأضاف ان الكويت بعد تنفيذ المشروع ستكون في طليعة الدول التي يتميز قطاعها الخاص بالنمو عموديا وأفقيا ويتمتع بالتقنية المتقدمة والمعرفة الشاملة والادارة الحديثة والقدرة على الاستثمار وان يكون ناجحا سواء كان منفردا او مشاركا لنظرائه داخل البلاد وخارجها، وان ينمو قطاع المشروعات الصغيرة والمبادرات الفردية بما يحقق طموحات الشباب الكويتي.
وأفاد ان الكويت ستكون قطبا لمراكز الابحاث العالمية المتطورة لخلق جيل جديد من الوقود الأخضر الصديق للبيئة ومصدره النفط، كما ستكون الكويت هدفا ومصدرا للباحثين والعلماء وطلاب العلم لنهل كل ما هو جديد من العلوم التي يحتاجون اليها في جامعاتها المتخصصة بالصناعات النفطية وامكاناتها العلمية والبحثية التي لا نظير لها.
وبين ان الكويت ستكون من أرقى مراكز التدريب العالمية في صناعات النفط في العالم تعرض برامج تدريبية متقدمة تشمل كل مناحي الصناعة النفطية بما في ذلك التدرب على التقنيات والمنتجات الحديثة التي يتم تصنيعها في الكويت.
قم بكتابة اول تعليق